إني راحلة

قالت
إذهب بعيداً
إبتعد
إني حبيبي لراحلة
وأنا إن ذهبت لم أعُد
هذا مصيري سأقبله
لن أوفي دَينيِ والوعد
قالت
و الدمع نهر قد نزف
فوق ضفاف المقلتين
حارًَ عليها يرتعد
قالت حبيبي إبتعد
أنا لم اكن
غير العذاب في رحلتك
انا لم اكن
غير سرابًُ بربريِ
جعل الجفاف مع عذابك يتحد
انا لم أكن
غير حريق ملتهب
جعل فؤادك يتقد
قلت أصمتي
أنتي التي وهبك الهي
حبيبتي
أنتي التي كنتي حياتي
وقصتي
مدت يدي علي وجنتيها
ضممتها
مدت يداها كي تلامس جبهتي
نزلت لخدي والشفاه
ونامت يدها فوق كتفي غافية
وكأنها
كانت لقلبي تهتدي
كي تمحوا ذكرها التي
عاشت وحيدة في فؤادي الأوحدِ
فمسكت يديها بين كتفي ولحيتي
سحبت يداها
ممسكة بقلادتي
حاملة دعائي .. وصلاتي وسجدتي
ورحلت
والدمع رقراق علي وجنتيها لم يزل
وقلبي المهلهل قد بذل
كل التوسل للأله كي تعود
ونزف الدموع والقبل
فكففتُها
وزرعت قلبي زهرة
وقت الرحيل في قبرها